05‏/12‏/2008

أسرار الشركات الوهمية لخالد محجوب مستشار بشار الأسد الاقتصادي


كثرت في الآونة الاخيرة بسوريا أخبار عن شركات وهمية تؤسس قبل التعاقد مع شركات القطاع العام أو وزارات الدولة بمعنى أنها طوال فترة تقديم العروض والمباحثات والمؤتمرات الصحفية تكون غير موجودة وغير مرخصة ؟, وهو ما يدفع بالتساؤل كيف تقدم نفسها وما مكتوب على البطاقة ( Business Card ) التي يقدمها أصحاب تلك الشركات حين زياراتهم للمسؤولين في الحكومة ومن يأخذ لهم المواعيد وبأية صفة ! .

و عند كتابة زميل لنا عن فضيحة شركة أميران مشكاة أروند (ذ.م.م) الإيرانية التي تعاقدت على توريد 1200 باص لصالح وزارة النقل وذلك قبل أن تسجل وتأخذ الترخيص وبرأسمال 1100 دولار أميركي فقط فقد نشر السيد رئيس التحرير الخبر واعتبره يندرج ضمن حملة مكافحة الفساد التي نسمع بها كل يوم , ولكن المشكلة بدأت عندما قامت الصحيفة بعد عدة ايام بنشر الرسالة الجوابية للسيد السفير السوري بطهران على طلب السيد وزير النقل معلومات عن هذه الشركة وبدأت المقالات تطالب بكشف حقيقة ما جرى وهنا وفجأة تم إغلاق الموضوع ومنع النشر عنه لاحقاً ولم يتم تشكيل لجنة تحقيق ولم يتم إحالة الموضوع على الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش كالعادة وأمرنا كصحفيين بعدم الحديث عن الموضوع ؟.

وحيث أنني معروف بأني "كثير غلبة " فقد تابعت الموضوع من باب الفضول وخصوصاً أنه سهل فعراب الشركة ووكيلها إذا لم نكن نريد القول " صاحبها " هو السيد محمد خالد محجوب , حيث ترأس المؤتمر الصحفي الذي عقد في فندق الفورسيزنز بدمشق يوم 27 ايلول 2006 بمناسبة التوقيع على العقد الذي تم بالتراضي (( وليس نتيجة مناقصة رسمية )) بين الشركة العامة للنقل الداخلي وهذه الشركة .

وبدأت بالبحث عن اشخاص يمكن أن يمدوني بالمعلومات عن هذا الموضوع من العاملين في معمل البلاستيك في شركة محجوب بلاست الكائنة في حوش بلاس والتي يملكها السيد خالد محجوب إضافة لمن يمكن أن يزودني بمعلومات من المكتب الصحفي في رئاسة الوزراء وخصوصاً أنهم كانوا يصدرون بيانات صحفية ويتصلون مع الصحفيين لحضور وتغطية اخبار تلك الشركة واجتماعاتها مع رئيس الوزراء .

وبعد جهد معقول توصلت لفتح خطوط في المكانين وهنا تكشفت حقائق مهمة وبما انني لا استطيع أن انشرها في الصحيفة بسبب منع تناول الموضوع كما ذكرت , ولا أريد ان اقع في مشاكل مع إدارتي ومع الأمن بنشر مثل هذه الحقائق في موقع الكتروني ينشر من داخل سوريا لذلك اشكر موقعكم إذا ما قررتم نشر الموضوع بدون وضع اسمي .

القضية أن السيد خالد محجوب هو وكيل عدة شركات إيرانية كبيرة منها حكومية ومنها خاصة وتم له ذلك بسبب تعريفه على السفير الإيراني بدمشق من قبل مكتب رئيس الجمهورية على أنه صديق شخصي للرئيس , بغية تأمين مواعيد له هناك مع الشركات لفتح الابواب لها بدمشق وفعلاً فقد سافر لإيران عدة سفرات منها ما هو مع رئيس الوزراء في الوفد الاقتصادي المرافق له ومنها في زيارات بعض الوزراء ايضاً حيث زار عدد كبير من الشركات وحصل على توكيلاتها وبدء هو ومن خلال علاقته القوية مع الرئيس بأخذ مواعيد لتلك الشركات مع رئيس الوزراء والذي لديه تعليمات مباشرة من الرئيس بهذا الخصوص وكذلك مع الوزراء الذين يخشون منه, وفعلاً تم تجاوز كل الروتين وحتى كسر احتكار الشركة السورية للمحروقات باستيراد الغاز لتكون أول شركة يسمح لها باستيراد الغاز الطبيعي لتسيير باصاتها, وبعد المفاوضات وقرب توقيع العقد كان لزاماً على السيد محجوب بتاريخ 21 حزيران 2006 تأسيس شركة تجارية وهمية ليس بها موظفين وبرأسمال زهيد 1100 دولار في المنطقة الحرة في أروند ((عنوانها خرمشهر ـ حي أريا ـ شارع كيش ـ رقم 347 )) .. ‏وتعيين السيد حسن أحمد أخوندي بمنصب المدير العام ورئيس مجلس الادارة ,وذلك بغية قبض العمولات الكبيرة لصالح هذه الشركة التي يملكها السيد محجوب حيث ستقوم هي بالتعاقد مع الشركات الحكومية السورية وتقبض قيمة العقد وتدفع للشركة الإيرانية ثمن منتجاتها وذلك لان الشركات الصناعية الحكومية الإيرانية إذا ما تعاقدت باسمها مباشرة فلا يمكن ان تدفع العمولات الكبيرة له بل يمكنها ان تدفع عمولات وكيل طبيعية لا تتجاوز 5 % وخصوصاً أن عقدها يتم مع جهة حكومية في دولة صديقة هي سوريا .

وعند سؤالي للمكتب الصحفي في رئاسة الوزراء حول كيف يكتبون في بيانهم الصحفي ((أن شركة أميران الإيرانية التي تتكون من تجمع لعدة شركات إيرانية متخصصة ستقيم استثمارات ضخمة في سورية في مجالات النقل الداخلي والنقل الخارجي والري والسكن والطاقة والصناعات التحويلية)) أجابني بأن هناك تعليمات من رئيس الوزراء بتسهيل مهمة كل الشركات التي يمثلها ويطلب لها مواعيد السيد خالد محجوب دون السؤال عنها , لذلك واستسهالاً للامر فقد كان مكتب السيد محجوب يزودنا بالبيان الصحفي الذي يصدر عن رئاسة الوزراء وكذلك كان يزود كثير من الصحفيين بالاخبار والمقالات التي ينشرونها لتغطية اخبار تلك الشركات وهو الذي سرب لهم انه سيتبرع ب 1200 باص كهدية دون ان يكون لذلك أي سند ورقي , وهو كما يقال معه كارت بلانش من الرئيس فلماذا نعمل مشاكل معه وإذا كان رب الأمر يريد ذلك فلماذا نتدخل نحن ؟.

ما ذكرته يتعلق بهذه الشركة فقط ولكن تكرر ما هو مطابق له مع شركة الأولى السعودية التي ايضاً قدمت عروضاً واستقبلها رئيس الوزراء مرتين والوزراء عدة مرات قبل أن يشكل لها شركة وهمية من اجل قبض العمولات قامت بإبرام عقد مع المؤسسة العامة للإسكان لتطوير مناطق السكن العشوائي بدمشق وذلك بعد ان تم سرقة إضبارة ومخططات ودراسات شركة سعودية اخرى كانت قد قدمت عرضاً قبل سنوات لنفس الموضوع ونفس المنطقة ولكن عن طريق المهندس أمين ابو الشامات ولا زال عرضها يدرس ومشكل له لجنة خاصة من قبل رئيس مجلس الوزراء تعمل في مكتب الاستثمار ولم يتم إلغاؤها حتى اليوم ؟.

ومن جديد فقد عقد مؤتمر صحفي وحضره رئيس الوزراء والوزراء وقام السيد محجوب بشكرهم لتعاونهم وكان يتحدث معهم وكأنهم موظفين لديه وباستعلاء غريب وكان الوزراء يقبلون ذلك منه بسبب معرفتهم انهم عبارة عن ممثلين صغار لدى النظام فصديق الرئيس يمكن ان يطيرهم بدقيقة ؟.

والأمر الغريب الذي تكشف لي ان السيد محجوب يحمل الجنسية الاميركية وشريكه في المعمل بسورية هو من طائفة المورمون وهي طائفة بين النصرانية واليهودية اذ تتخذ شعار نجمة داوود رمزاً لها وتعمل لارسال التبرعات لاسرائيل وخدمة أهدافها فكيف يعمل هذا الشخص بسوريا بكل هذه الحرية ويدخل لمكاتب كل الحكومة والرئيس إلا إذا كان الرئيس يريد هذه العلاقة كي تكون خطا بينه وبين إسرائيل التي نسمع كل يوم أنه لا يوجد مباحثات سرية ؟, علماً أنه قد أكد لي شخص أن السيد خالد محجوب اجتمع مع إسرائيليين بتركيا بترتيب من ابراهيم سليمان المفاوض السوري لعملية السلام وبحضور الدكتور سمير التقي من وزارة الخارجية حيث أقلتهما الطائرة الخاصة للسيد نبيل الكزبري الثري السوري في النمسا .

والأمر الذي همسه احدهم بأذني أن هذا الأمر يتم بتصميم ومتابعة من قبل مكتب الرئيس وهدفه أن الناس لا حديث لها إلا شركات رامي مخلوف وعقود رامي مخلوف وهذا يسيء للرئيس لذلك تم الاتفاق على اختراع شخصيات أخرى يفضل ان تكون من السنة كي تبرز بالبلد وتأخذ عقود كثيرة وصفقات ومناقصات ومخالفات للقانون كي تحرف الانظار عن رامي مخلوف وينشغل الناس بالحديث عن هذه الشخصيات الجديدة وينسون المحرك الحقيقي , لذلك تم إعطاء ضوء اخضر للسيد خالد محجوب للعمل باقصى طاقته وللحكومة بمساعدته في كل ما يطلب , هذه هي الحقيقة التي نتمنى ان يأتي يوم نستطيع نشرها في صحفنا المحلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق